الخميس، 15 أغسطس 2013

العلم والمعرفة 2014

العلم والمعرفة 2014

العلم والمعرفة



لقد لاحظت أنه يتردد دائما كلمة العلم والمعرفة سويا وذلك لشدة صلتهم ببعضهم البعض.



فالمعرفة عبارة عن بيت مغلق ومفتاح هذا البيت العلم اذ لا يمكن لنا أن نتوصل الى المعرفة وفهم حقائقها الا عن طريق العلم.



فالعلم كما نعلم هو الذي يشع المعرفة كما تشع الشمس النور.



وعلى الانسان الذي يريد أن يشق طريق الظلام وأن يبحث عن أسرار الكون والحياة أن يأخذ معه قبسا من العلم لينير الطريق أمامه ويوسع له مضائقها وليغرس جذور العلم أساسا محكما لبيت المعرفة حتى يكون ركيزة محكمة لحصن المعرفة.



وهنا يستوقفني القول المأثور(يجب أن نتعلم كثيرا لنعرف قليلا) فكلما غاص الأنسان وأبحر في بحر العلم فانه يتوصل الى المزيد من الحقائق.



فالمعرفة عبارة عن جوهرة ثمينة لا تصرف الا في بنك العلم والانسان الذي يخلد الى المعرفة السطحية للأشياء دون النفاذ الى داخلها وكشف ألغازها متجاهل العلم هو أشبه بملاح سفينه ترك الشراع من يديه ثم سمح للسفينة أن تسير حيث ما تريد في عرض البحر فسرعان ما تتبين له النتيجة اذ يذهب غرقا هو ومن معه وأنا في هذا المجال أقسم الناس من ناحية العلم والمعرفة الى ثلاث أقسام:رجل عالم,ورجل لا يعرف الا القليل,ورجل جاهل.



أما الرجل العالم فهو أفضل هؤلاء في نظري وهو الشخص الذي سار في ركاب العلم واكتسب كل شيء منه ومن مدرسة الحياة اليومية وغيرها وسخر كل قدرته في سبيل البحث أكبر قدر من المعرفة وهذا هو الرجل الذي يأخذ ويعطي ومثال على ذلك الفلاسفة القدماء اللذين سخروا عقولهم للتفكير في الكون والبحث في أسراره وتعلموا كثيرا حتى توصلوا الى حقائق جمة وعرفوا الكثير من أسرار الحياة وغرسوها قواعد أساسية للمعرفة لأبناء عصرهم وأبناء العصور الاحقة وكذلك العلماء اللذين سخروا معارفهم لخدمة العالم وابتكروا واخترعوا أشياء كثيرة في جميع المجالات أفادوا بها الكثير وقدموها للعالم جاهزا لينتفع بها.



كما أذكر فضل الأدباء والشعراء اللذين جعلوا من أقلامهم وعقولهم نبراسا يحتذى وشموع لا تذوب حتى تنير لمن حولها ظلمة الليل.



أما الرجل الثاني الذي لا يعرف الا القليل فهو انسان سار على طريق العلم وأراد أن ينفذ الى المعرفة الا أنه سرعان ما توقف في الطريق فلم يكسب الا القليل وهذا انسان أناني أخذ ولم يعطي فسرعان ما تقلصت أفكاره وتوقفت معرفته مع مرور الأيام لأنه خلد الى الكسل الذي عاد وخاذله بعد أن أراد أن يتعلم ويعرف ثم توقف.



والان لا بد أن نقف قليلا عند النوع الثالث وهو الرجل الجاهل فهذا أسواء الناس على الاطلاق اذ بقي قابعا في ظلام العصور الوسطى وروح الجهل والخذلان تحيط به وتطوقه بكل أشباكها وتلبد فكره ومات لأن صاحبه دفنه حيا ولم يقدر على التعبير عنه كما أن هذا الانسان جهل أن الحياة أخذ وعطاء فلم يحاول الأخذ كما أنه لم يستطع العطاء وهذا اّفه ضارة وجرثومة سامة تحمل صنوف الأمراض للمجتمع السليم فتعمل على افساده.



وشتان ما بينه وبين غيره من الناس اللذين تلقوا العلم وحازوا على المعرفة والأشياء النافعة وقدموا كل ما بوسعهم لرفع مجتمعاتهم اذ ساروا في طريق المعرفة طارقين كل باب علم ليفتحوه بأيديهم ويلتقوا والمعرفة في داخله فالمعرفة جوهرة ثمينة لا تصرف الا في بنك العلم.



هدى محمود عوايصة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق