الأحد، 18 أغسطس 2013

أمي المريضة في عيناها الرماديتين 2014

أمي المريضة في عيناها الرماديتين 2014



عرفتها.. كهالة من نـــــور...







كغيمة نقية تذرف الحب..أمطاراً وأنهاراً..







كمعزوفة عطاء لاتصمت...







عرفتها......







أنثى رقيقة...







هادئــة كنسمة الربيع..وشفافة كالبلور..







في مرافئ عيناها الرماديتين يسكن.. حنان الكون..







في مرافئ عيناها الرماديتين تسكن..







مدائن الدمع!!!!







وفي معالم وجنتيها تسكن خطوط الألم العميــق....







وفي يداها المتجعدة أرى بقايا الحرب المَرضية..







تلك هي أمـــــــــــــــــــــي...







تلك هي (ست الحبايب)...







تلك هي مساحاتي البيضاء...وشمسي المتوهجة..







عليائي وشموخي...







تلك أغلى ماأملك..وأعظم مكان لي يوماً..







تلك هي أمي التي أنهكها المرض ....







زارها المرض باكراً..فأخذ توهجها ولكن لم يفقد قلبها شعاعه.....







أتذكر ذاك الفراش الأبيض الذي لازمته لمدة شهرين ونصف بعد أن ساءت







حالتها قبل عامين..







أتذكر صورتها الحزينة بعد أن أنهكها المرض..وشعرت بعجزها في تلك







الفترة القاسية ..







أتذكر صوراً ليتها تنتهي......



................. ................ ................ ................







آآآآآآآآآهـ....







أراها تذبل أمامي..كل يوم...







وأرى الوجع يرسم قسماته على ملامحها..







أرى الدمع في عيناها كشلال ناضب..







وأسمع أنينها كل ليلة...







ولست أملك سوى صبراً بعثته هي ذات يوم في نفسي..







هاأنا قد كبــــرت...







ولازلتُ في عيناها طفلتها التي لاتكبر..











لازلتُ طفلتها التي تحضرلها طعامها...وتحكي لها حكايات الزمن الجميل..







لازالت توقظني للجامعة وتصحو معي كما كانت تفعل حين كنت طفلة..







لازالت تقف في الشرفة لتودعني..وتوصيني بأن أنتبه لنفسي ولأكلي







ولدرسي..







ولازالت رغم مرضها و قسوة السنين عليها تنشر فيني الأمل والصبر...







لازالت تتهرب من الوجع خوفاً على مشاعري وإختباراتي ...







لازالت..................ولازالت..............ولازا لت.....................







ولم تعلم والدتي أن طفلتها كبرت وأصبحت......







"-أنثى موسمة بالجـــــرح ؛؛..







أصبحتُ كل ليلة أخشى النهار..فقد...قد...قد.. لايحملها إلـــي..







فرغم مرضها ومعاناتها وعذابها كل ليلة وعذابي لأجلها إلا أن وجودها في







الحياة أصبح يكفيني فغيابها سيسحقني...سيقـتلنــــي.....














سيحرق روحـــــــــي...

















وسيحيل دنياي إلى رمــــــــــــاد...







فيارب إليك أشكو وجعي...إحفظها لي وخفف عنها..







فهي نوري وأملي...وملاذي ووطني..







وأنا رغم الوجع..ورغم كل شئ..







لازلت.. أعشق النوم هنـــــــاك......







....في عيناها الرماديتين.....




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق