الأحد، 1 سبتمبر 2013

ظننتك أمي 2014

ظننتك أمي 2014

ظننتك أمي

فافردت يدي اتلقاكي بكل حب .

كنت لقيطا في دنيا الحب ، اقتات من فتات .

بين كل الكوش و الشوارع ، أقضي أيامي . التهم ما يرمي به الناس من بقايا موائدهم .

حين بلغت العاشرة أو الحادية عشر ، لا اذكر ، و لكن ليلة أن أتوا بي أمام المدير فقال :

إن العمر الذي بلغته هو سن الرشد في هذا الملجأ ، و أن عليك أن تغادر ، و من حسن حظك أن وجدنا لك من يتبناك .

و من حينها وجدت نفسي في الشارع .

إن الذي تبناني سخرني لأن اجلب له المال بكل الطرق .

و عندما إلتقيتك ظننك أني قد وجدت ملجأ من فيض الحنان .

يريحيني من أكل الشوارع ، و الفتات .

تلك الموائد التي كنا نتنافس عليها ، ثم نتفاسمها مع الضعفاء منا ، حيث ننظفها مما علق بها ، ثم نجلس عليها ، و كأننا في فندق من ذوي الخمسة نجوم .

تلك الموائد التي تتعاطونها ، ثم تقذفون لنا بفتاتها .

كنت ذاك المنبوذ حيت لا أم تسأل عنه ، و لا أب ينهر .

كنت احتاج لأب يغضب مني ، يشتمني ، يطردني خارج البيت ، فاتسلق السور ، و أنام على الأرض ، لأجده عند الصبح و قد سكت عنه الغضب ، فاعتذر إليه ، فيضمني .

احتاج لأم تشتمني ، ككل الناس ، ثم تضربني بحذائها ، عندما لا تجد ما تضربني به ، و هي في قمة غضبها ، فاجري مبتعدا عنها .

ثم تناديني في حنان عجيب ، و رقة متناهية ، او.دعتها كل حنان و عطف أهل الأرض ، تعال هاك أمشي جيب لي بصل من الدكان .

أو تقول لي تعال فإن موعد درسك قد حان .

ظننتك أمي

فأفرغت كل ما عندي من حنان ، و ارتميت في حضن هواك .

ما كنت أعلم أنه في أول نقاش .

تلفظيني

ظننتك أمي

و إن أول منعطف وجدت نفسي خارج الأسوار .

لا دليل

و لا مرشد

و قد ظننت أن قد وجدت بوصلتي . فإذ بي أتوه عند أول نسمة .

نعم نسمة و ليست هبوب أو ريح .

و كأنك كنت على موعد .

فنكمش قلبي داخل صدري ، و صار اصغر من حبة السمسم .

و اضحت دموعي و عيني صنوان ، لا يفترقا أبدا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق