وصفتي لسمكة الشبوط المشوية 20 ديسمبر 2013 2014
وصفتي لسمكة الشبوط المشوية 20 ديسمبر 2013
د . عدنان جواد الطعمة
تعتز الأمم و الشعوب بتراثها و حضاراتها و ثقافاتها وتقاليدها وعاداتها الإجتماعية و بكل شئ يمت إلى جذورها و كيانها الحضاري و وجودها أينما كانت و تكون على وجه
المعمورة . و بلادي العزيزة العراق ، بلاد وادي الرافدين والحضارات العريقة التي إمتدت إلى آلاف السنين والتي كانت مهد الحضارات والثقافات التي يشهد العالم الحالي
بها و بما قدمته للأمم والشعوب المتخلفة آنذاك من علوم وآداب مختلفة في كافة المجالات و علمتهم الكتابة والحساب والهندسة والزراعة وبناء أول مدينة حضارية
عصرية وهي مدينة أور أو أوروك و مدينة بابل و سن أول القوانين والشرائع والدساتير في العالم لتنظيم أحوال وحياة البشر و غيرها من الأمور التي لازالت آثارها
واستعمالاتها خالدة إلى هذه اللحظة . وعندما قرأت كتاب بذور الشر بالألمانية للكاتبين :
Antonio Inacio Andrioli و Richard Fuchs
الصفحات 44 إلى 49 دهشت بأن الفلاحين و المزارعين العراقيين تمكنوا من تطوير
وتحسين وإنتاج 200 ألف نوع من حبوب القمح عبر السنين في الأراضي الزراعية والأهوار و بين نهري دجلة و الفرات و عن كيفية حفر القنوات و الجداول لسقي آلافا
مؤلفة من الدونمات للزراعة بحيث أطلق على أرض بلادي العراق الحبيبة بجنة عدن
و قد ذكر ذلك أيضا في الكتاب المقدس الإنجيل .
لذا فإني شخصيا أفتخر وأعتز ببلادي و شعبي العراقي الكريم بكل طوائفه و قومياته وأديانه و أعتز بطيبته و كرم أخلاقه وإصالته ولكني أحزن كثيرا عليه عما عاناه
و يعانيه منذ احتلال المغول والتتر والعثمانيين الفاسدين الذين أوقفوا التطور الحضاري في البلاد ونهبوا ثروات وكنوز العراق و تركوا الإنكليز والفرنسيين والألمان
و الهولنديين والعالم بنهب آثاره وكنوزه التي لا تقدر بثمن والتي نهبت و سلبت من كل شبر من أرضه الطاهرة بمباركة و موافقة السلاطين العثمانيين . و منذ بداية القرن
الماضي العشرين و تقسيم الشرق الأوسط باتفاقية سايك بيكو سازانوف و بعد الحرب العالمية الأولى توالت الحروب على شعبنا العراقي العزيز.
وازدادت الضغوط و تدهورت الأحوال ولا زالت إلى هذه اللحظة يعاني شعبنا العراقي النبيل شتى أنواع الظلم والإضطهاد والإرهاب و السلب والقتل و إرهاق كاهل أبنائه
و بناته ، ولكن وبالرغم من هذه الظروف القاهرة فإن سمات و صفات شعبنا العراقي الأبي بكل قومياته و طوائفه وأديانه باقية شامخة و طيبة شعبنا ونسيم العراق العذب تملأ
الأرض و سماء العراق و شعبنا العراقي لا يستسلم لليأس و القنوط مهما جارت عليه نكبات الدهر و بتدخل الدول العربية والإسلامية والأجنبية في شؤونه إلا أنه سينهض
بسواعد أبنائه و بناته و شبابه وآبائه ليعمر البلاد و يبني مجده و يثبت للعالم أجمع بأن هذا الشعب هو سيد شعوب المنطقة و العالم أجمع بأخلاقه و كرمه و طيبته وثقافته
وحضاراته بعون الله و منه .
وفي مياه أنهار وجداول و بحيرات العراق والخليج ، اخص منها بالذكر نهر دجلة والفرات و شط العرب و الأهوار والبحيرات كانت الثروة السمكية جدا غنية و أتذكر
دجلة والفرات و بحيرة الحبانية و سدة الهندية و مدينة المسيب التي يخترقها نهر الفرات بكثرة أسماكه .
أعود إلى سمكة الشبوط التي شويتها بوصفتي الخاصة عصر أمس . والجدير بالذكر أن سمك الشبوط يتم اصطياده و ياع في الأسواق في ألمانيا في أشهر السنة التي فيها حرف
راء " R" إعتبارا من شهر سبتمبر ، أكتوبر ، نوفمبر ، يناير ، فبراير ، مارس ، أبريل فقط و يتوقف صيد و بيع سمك الشبوط من شهر مايس إلى نهاية شهر أغسطس آب .
لاحظت أن الشعب الألماني يتعاجز أو يفضل أكل السمك المقلي أو المشوي في المطاعم المطلة على البحر و البحيرات ، و يفضل شراء شرائح فيليه السمك .
قبل أسبوع بالضبط سألت بائعة السمك في أحد المحلات الكبيرة عما إذا كان بإمكاني طلب سمكة شبوط كبيرة فأجابتني بنعم . و حددت وصول السمك يوم الجمعة الموافق
في 20 ديسمبر 2013 فوافقت وأعطيتها إسمي ورقم هاتفي . وهكذا ذهبنا يوم أمس في الساعة 11 و نصف رجوت السيدة أن تقص السمكة و تفتحها مثل كتاب مفتوح ،
فأجابتني بأنها ستحاول . لما كانت السمكة كبيرة جدا وتنزلق بدأت بقص نصف الراس فأوقفتها فورا قلت أنا طلبت بعدم قص الرأس . المهم رجوتها أن تعطيني السمكة وأنا سأقوم بذلك .
ذهبنا إلى البيت و تناولنا طعام الغدام و شربنا الشاي وارتحت نوعا ما . وفي حدود الساعة الثانية بعد الظهر ذهبت إلى المطبخ العربي الشرقي و بدأت بتحضير السكاكين
والمطرقة والصحون والطماطة والبصل و التوابل و دبس الرمان أي ماي حب رمان والملح وليمون حامض و 3 فصوص ثوم . بدأت بتنظيم السمكة من جراشفها ثم
وضعتها على الطاولة و بدأت بقصها من الرأس إلى ذنبها واستعملت المطرقة و سكينا صينيا قويا كسرت عظام الرأس من الوسط أي أجريت عملية تشريح إلى أن فتحت
السمكة مثل كتاب مفتوح .ثم غسلتها بماء دافئ و نشفتها . و رشيت عليها الملح الكافي على بطنها و ظهرها لإزالة اللزوجة . برشت فصوص الثوم و طليت السمكة بدبس
الرمان بالفرشاة جيدا و عصرت عليها شوية ليمون حامض لأن زوجتي لا تحب الحموضة ولا تأكل البرتقال أيضا هههههههه .ورشيت البهارات والتوابل والفلفل الأسود
عليها و تركت السمكة لفترة نصف ساعة لكي تمص الملح والحموضوة والثوم والتوابل . بدأت بقص الطماطة و البصل . و بعد ذلك جلبت أحد أطباق أو صينية الطباخ
ثم وضعت عليها ورقة فضية ثم وضعت السمكة عليها . بعد ذلك قمت بتوزيع قطع البصل والطماطة على السمكة وأضفت شوية ملح و توابل و طليتها بدبس الرمان
و بعد ذلك ولعت الطباخ و بعد عشر دقائق وضعت طبف السمكة في الطباخ .وفي أثناء قيامنا بشرب القهوة فاحت رائحة السمك وانتشرت في البيت . وكنت بين فترة وأخرى
أذهب للمطبخ الغربي لمراقبة السمكة .وأصبحت السمكة جاهزة بعد أقل من ساعة في الفرن . وفي المساء ولعت الطباخ وأخذت خبزي اللذيذ مع السلاطة . و بعد نصف ساعة
إستخرجت السمكة من الطباخ وقسمتها إلى قسمين . جلبت صحنا كبيرا فوضعت عليه نصف السمكة ثم رتبنا مائدة الطعام مع الخبز والسلاطة و بلشنا بالأكل فكان طعم
السمكة جدا لذيذا و أطيب من سمك المسكوف ههههههههههه
وكان مكانكم خاليا
تقبلوا مني فائق ودي واحترامي
د .عدنان
ألمانيا في 21 ديسمبر 2013
د . عدنان جواد الطعمة
تعتز الأمم و الشعوب بتراثها و حضاراتها و ثقافاتها وتقاليدها وعاداتها الإجتماعية و بكل شئ يمت إلى جذورها و كيانها الحضاري و وجودها أينما كانت و تكون على وجه
المعمورة . و بلادي العزيزة العراق ، بلاد وادي الرافدين والحضارات العريقة التي إمتدت إلى آلاف السنين والتي كانت مهد الحضارات والثقافات التي يشهد العالم الحالي
بها و بما قدمته للأمم والشعوب المتخلفة آنذاك من علوم وآداب مختلفة في كافة المجالات و علمتهم الكتابة والحساب والهندسة والزراعة وبناء أول مدينة حضارية
عصرية وهي مدينة أور أو أوروك و مدينة بابل و سن أول القوانين والشرائع والدساتير في العالم لتنظيم أحوال وحياة البشر و غيرها من الأمور التي لازالت آثارها
واستعمالاتها خالدة إلى هذه اللحظة . وعندما قرأت كتاب بذور الشر بالألمانية للكاتبين :
Antonio Inacio Andrioli و Richard Fuchs
الصفحات 44 إلى 49 دهشت بأن الفلاحين و المزارعين العراقيين تمكنوا من تطوير
وتحسين وإنتاج 200 ألف نوع من حبوب القمح عبر السنين في الأراضي الزراعية والأهوار و بين نهري دجلة و الفرات و عن كيفية حفر القنوات و الجداول لسقي آلافا
مؤلفة من الدونمات للزراعة بحيث أطلق على أرض بلادي العراق الحبيبة بجنة عدن
و قد ذكر ذلك أيضا في الكتاب المقدس الإنجيل .
لذا فإني شخصيا أفتخر وأعتز ببلادي و شعبي العراقي الكريم بكل طوائفه و قومياته وأديانه و أعتز بطيبته و كرم أخلاقه وإصالته ولكني أحزن كثيرا عليه عما عاناه
و يعانيه منذ احتلال المغول والتتر والعثمانيين الفاسدين الذين أوقفوا التطور الحضاري في البلاد ونهبوا ثروات وكنوز العراق و تركوا الإنكليز والفرنسيين والألمان
و الهولنديين والعالم بنهب آثاره وكنوزه التي لا تقدر بثمن والتي نهبت و سلبت من كل شبر من أرضه الطاهرة بمباركة و موافقة السلاطين العثمانيين . و منذ بداية القرن
الماضي العشرين و تقسيم الشرق الأوسط باتفاقية سايك بيكو سازانوف و بعد الحرب العالمية الأولى توالت الحروب على شعبنا العراقي العزيز.
وازدادت الضغوط و تدهورت الأحوال ولا زالت إلى هذه اللحظة يعاني شعبنا العراقي النبيل شتى أنواع الظلم والإضطهاد والإرهاب و السلب والقتل و إرهاق كاهل أبنائه
و بناته ، ولكن وبالرغم من هذه الظروف القاهرة فإن سمات و صفات شعبنا العراقي الأبي بكل قومياته و طوائفه وأديانه باقية شامخة و طيبة شعبنا ونسيم العراق العذب تملأ
الأرض و سماء العراق و شعبنا العراقي لا يستسلم لليأس و القنوط مهما جارت عليه نكبات الدهر و بتدخل الدول العربية والإسلامية والأجنبية في شؤونه إلا أنه سينهض
بسواعد أبنائه و بناته و شبابه وآبائه ليعمر البلاد و يبني مجده و يثبت للعالم أجمع بأن هذا الشعب هو سيد شعوب المنطقة و العالم أجمع بأخلاقه و كرمه و طيبته وثقافته
وحضاراته بعون الله و منه .
وفي مياه أنهار وجداول و بحيرات العراق والخليج ، اخص منها بالذكر نهر دجلة والفرات و شط العرب و الأهوار والبحيرات كانت الثروة السمكية جدا غنية و أتذكر
دجلة والفرات و بحيرة الحبانية و سدة الهندية و مدينة المسيب التي يخترقها نهر الفرات بكثرة أسماكه .
أعود إلى سمكة الشبوط التي شويتها بوصفتي الخاصة عصر أمس . والجدير بالذكر أن سمك الشبوط يتم اصطياده و ياع في الأسواق في ألمانيا في أشهر السنة التي فيها حرف
راء " R" إعتبارا من شهر سبتمبر ، أكتوبر ، نوفمبر ، يناير ، فبراير ، مارس ، أبريل فقط و يتوقف صيد و بيع سمك الشبوط من شهر مايس إلى نهاية شهر أغسطس آب .
لاحظت أن الشعب الألماني يتعاجز أو يفضل أكل السمك المقلي أو المشوي في المطاعم المطلة على البحر و البحيرات ، و يفضل شراء شرائح فيليه السمك .
قبل أسبوع بالضبط سألت بائعة السمك في أحد المحلات الكبيرة عما إذا كان بإمكاني طلب سمكة شبوط كبيرة فأجابتني بنعم . و حددت وصول السمك يوم الجمعة الموافق
في 20 ديسمبر 2013 فوافقت وأعطيتها إسمي ورقم هاتفي . وهكذا ذهبنا يوم أمس في الساعة 11 و نصف رجوت السيدة أن تقص السمكة و تفتحها مثل كتاب مفتوح ،
فأجابتني بأنها ستحاول . لما كانت السمكة كبيرة جدا وتنزلق بدأت بقص نصف الراس فأوقفتها فورا قلت أنا طلبت بعدم قص الرأس . المهم رجوتها أن تعطيني السمكة وأنا سأقوم بذلك .
ذهبنا إلى البيت و تناولنا طعام الغدام و شربنا الشاي وارتحت نوعا ما . وفي حدود الساعة الثانية بعد الظهر ذهبت إلى المطبخ العربي الشرقي و بدأت بتحضير السكاكين
والمطرقة والصحون والطماطة والبصل و التوابل و دبس الرمان أي ماي حب رمان والملح وليمون حامض و 3 فصوص ثوم . بدأت بتنظيم السمكة من جراشفها ثم
وضعتها على الطاولة و بدأت بقصها من الرأس إلى ذنبها واستعملت المطرقة و سكينا صينيا قويا كسرت عظام الرأس من الوسط أي أجريت عملية تشريح إلى أن فتحت
السمكة مثل كتاب مفتوح .ثم غسلتها بماء دافئ و نشفتها . و رشيت عليها الملح الكافي على بطنها و ظهرها لإزالة اللزوجة . برشت فصوص الثوم و طليت السمكة بدبس
الرمان بالفرشاة جيدا و عصرت عليها شوية ليمون حامض لأن زوجتي لا تحب الحموضة ولا تأكل البرتقال أيضا هههههههه .ورشيت البهارات والتوابل والفلفل الأسود
عليها و تركت السمكة لفترة نصف ساعة لكي تمص الملح والحموضوة والثوم والتوابل . بدأت بقص الطماطة و البصل . و بعد ذلك جلبت أحد أطباق أو صينية الطباخ
ثم وضعت عليها ورقة فضية ثم وضعت السمكة عليها . بعد ذلك قمت بتوزيع قطع البصل والطماطة على السمكة وأضفت شوية ملح و توابل و طليتها بدبس الرمان
و بعد ذلك ولعت الطباخ و بعد عشر دقائق وضعت طبف السمكة في الطباخ .وفي أثناء قيامنا بشرب القهوة فاحت رائحة السمك وانتشرت في البيت . وكنت بين فترة وأخرى
أذهب للمطبخ الغربي لمراقبة السمكة .وأصبحت السمكة جاهزة بعد أقل من ساعة في الفرن . وفي المساء ولعت الطباخ وأخذت خبزي اللذيذ مع السلاطة . و بعد نصف ساعة
إستخرجت السمكة من الطباخ وقسمتها إلى قسمين . جلبت صحنا كبيرا فوضعت عليه نصف السمكة ثم رتبنا مائدة الطعام مع الخبز والسلاطة و بلشنا بالأكل فكان طعم
السمكة جدا لذيذا و أطيب من سمك المسكوف ههههههههههه
وكان مكانكم خاليا
تقبلوا مني فائق ودي واحترامي
د .عدنان
ألمانيا في 21 ديسمبر 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق