السبت، 30 نوفمبر 2013

من حِكم وأحكام المططر ..! 2014

من حِكم وأحكام المططر ..! 2014











-







الحمد لله وحده ، وبعد :



المَطَرُ: الماء المنكسب من السَّحابِ. والجمع أَمْطارٌ.



• قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -:

( أما المطر فإن الله يخلقه في السماء من السحاب،

ومن السحاب ينزل، كما قال تعالى:

{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ *أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ}

وقال تعالى: {وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}

وقال تعالى: { فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ }

أي من خلال السحاب. ) مجموع الفتاوى ( 24 / 262 ) .



• • [ من حِكم وأحكام المطر ] • •



• [1] أن المطر آية للمؤمنين :

قال الله تعالى :

{ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقًا

فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ}

الرتق : السد والضم ، والفتق : الفصل بين متصلين .

قال عكرمة وعطية - رحمهما الله - :

كانت السماء رتقاً لا تمطر ، والأرض رتقاً لا تنبت،

ففتق السماء بالمطر ، والأرض بالنبات . [ تفسير البغوي ]



• [2] أنه رحمة للعباد ونعمة :

قال الله تعالى

{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا

وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ } [الشورى: 28 ]

وقال تعالى :

{ فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ

بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى } [الروم : 50]



• [3] أنه عذاب للعصاة ونقمة :

عذب الله به قوم عادٍ، قال تعالى

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ

مُّمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }

[الاحقاف : 24] ظنوه مطراً فإذا هو ريحٌ عاتية.



• [4] نزول الغيث من مفاتيح الغيب :

قال الله تعالى

{ إِنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ }

[لقمان: 34]



• [5] الاستسقاء بفضل الله ورحمته لا بالأنواء [ النجوم ] :

عن زيد بن خالد - رضي الله عنه -

قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ عام الحديبية فأصابنا مطر

ذات ليلة فصلى لنا رسول الله ﷺ صلاة الصبح ثم أقبل علينا فقال:

"أتدرون ماذا قال ربكم" ؟ قلنا: الله ورسوله أعلم.

فقال: "قال الله أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي

فأما من قال مطرنا برحمة الله وبرزق الله وبفضل الله فهو مؤمن

بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنجم كذا

وكذا فهو مؤمن بالكوكب كافر بي" رواه البخاري .



• [4] حال النبي ﷺ إذا تخيلت السماء بالغيوم :

عن عائشة –رضي الله عنها- قالت:

كان النبي ﷺ إذا رأى مخيلة في السماء أقبل وأدبر ودخل

وخرج وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه فعرفته

عائشة ذلك فقال النبي ﷺ : "ما أدري لعله كما قال قوم عاد

{ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ }"

الآية [الأحقاف : 24 ] رواه البخاري .



• [5] من الأحكام عند نزول المطر :



(1) أن يقول : ( اللهم صيِّبا نافعًا ) ، لحديث عائشة

- رضي الله عنها - عند البخاري في صحيحه.



(2) التعرض له بالكشف عن بعض الجسد ،

لحديث أنس - رضي الله عنه - عند مسلم في صحيحه .



(3) الدعاء لا يُرد أثناء المطر ، لحديث سهل بن سعد مرفوعاً :

" ثنتان ما تردان: الدعاء عند النداء ، وتحت المطر "

رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح الجامع (3078).



(4) أن يقول بعد المطر: ( مُطرنا بفضل الله ورحمته ) ،

لحديث زيد بن خالد الجهني المتفق عليه .



(5) الاستصحاء إذا اشتد نزول المطر وخشي من الضرر ،

لحديث أنس - رضي الله عنه - في استسقاء النبي ﷺ

على المنبر يومَ الجمعة، وفيه قوله ﷺ :

( اللهم حَوَالَيْنَا، ولا علينا، اللهم على الآكام والظِّرَاب وبطون الأودية،

ومنابت الشجر )

قال أنس : فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس . متفق عليه .



(6) الجمع في المسجد بين الصلاتين في المطر الذي تحصل به

المشقة على الناس : لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما -

عند مسلم في صحيحه .





(7) قول المؤذن في الأذان " صلوا في رحالكم " :

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺأنه

كان يأمر المنادي فينادي بالصلاة، ينادي " صلوا في رحالكم "

في الليلة الباردة، وفي الليلة المطيرة في السفر. متفق عليه.

قال الإمام ابن باز - رحمه الله - :

( في أوقات المطر والدحض، يقول المؤذن:

" صلوا في رحالكم " ؛ عند قوله : " حي على الصلاة ، حي على الفلاح "

أو بعد الأذان ، إذا كان فيه مشقة على الناس من جهة المطر

أو الزلق في الأسواق ) [ فتاوى نور على الدرب ]



وقال : ( ومن لم يجمع وشق عليه الخروج فله

الصلاة في بيته ، فيعذر بترك الجماعة للحديث المذكور )

[ فتاوى الإمام ابن باز 30 / 223-224 ]



(8) الدعاء بالمأثور إذا عصفت الريح :

يقول ما روته عائشة - رضي الله عنها -

قالت: كان النبي ﷺ إذا عصفت الريح، قال:

( اللهم إنِّي أسالك خيرَها وخيرَ ما فيها، وخير ما أرسلت به،

وأعوذ بك من شَرِّها وشر ما فيها وشر ما أرسلت به ) متفق عليه.



(9) الدعاء بالمأثور عند سماع صوت الرعد :

روي عن عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - موقوفاً:

أنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال:

( سبحان الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته )

أخرجه مالك في الموطأ ، وصحح إسناده النووي في الأذكار (262)،

والألباني موقوفا في تعليقه على الكلم الطيب (156) .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق