الخميس، 5 ديسمبر 2013

بشراكم بالمحبة نلتم أعظم قربة 2014

بشراكم بالمحبة نلتم أعظم قربة 2014

[SIZE="5"]بسم الله الرحمن الرحيم


نحن والحمد لله جميعاً أحباب الله ورسوله والمحبين إن شئت قلت قسمين وإن شئت قلت فريقين وإن شئت قلت فئتين وإن شئت قلت طائفتين طائفة وقفت على المحبة ولم تبذل ما يعبر عن هذه المحبة لترتقي وتكون مع الأحبة



والذين وقفوا مع المحبة هنيئاً لهم وبشرى لهم والحبيب صلي الله عليه وسلم بيَّن ذلك لنا ولهم لما سأله الصحابي وقال {مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ: وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ قَالَ: لا شَيْءَ إِلا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلي الله عليه وسلم فَقَالَ: أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ}[1]


إذن يوم القيامة يكون الإنسان مع من يحب قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه {فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، قَالَ أَنَسٌ: فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ }[2]



والمحب له فضل عظيم لأن الله يعامله بكرمه ويتفضل عليه بجوده فلا يعامله بالميزان ولا بالقسطاس المستقيم ولا كما نسمع بالنقير والقطمير والصغير والكبير إنما أهل المحبة ميزان معاملتهم عند ربهم قول الله في قرآنه الكريم {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَن سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ }الأحقاف16



يعني بعبارة أخرى يتغاضى الكريم عن سيئاتهم ويستر عسراتهم وهفواتهم ويضاعف ويزيد من حسناتهم وصالحاتهم هذه المعاملة الكريمة تكون للمحبين




فاز المحبون بشرف الدنيا وسعادة الآخرة لأن المحبة أعلى قدراً عند الله لمن أراد أن يكون مع الأحبة والمحبون يزيد الله في إكرامهم فيُشَفع بعضهم في بع، كما نسمع دائماً (الناجي يأخذ بيد أخيه) قال صلي الله عليه وسلم {إذا تآخى اثنان في الله فإن الله يأمر بأحدهما إلى الجنة فيقول: يارب أين أخي فلان؟ فيقول رب العزة : إنه لم يعمل بمثل عملك فيقول: يارب إني كنت أعمل لي وله فيقول الله تعالى : خذ بيد أخيك وادخلا معاً الجنة}[3]

إذا كان الكلب الذي مشى وراء أهل الكهف حباً في مسيرتهم وهديهم فأجرى الله عليه ما أجراه عليهم أماتهم الله الموتة الصغرى - وهي النوم - في الكهف والكلب وقف على باب الكهف {وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}الكهف18

والوصيد أي الفناء فألقى الله عليه النوم مثلهم ويُدخلهم الله الجنة فيُكرم الكلب الذي معهم ويدخل الجنة مع أنه لم يصلي ولم يصم ولم يفعل الصالحات التي كانوا يقدمونها لله لكنه مشى خلفهم


لقد فاز كـــلبٌ بحــبِّ آل كهف ،،،،،، فكيف لا أفوز بحبِّ آل النبي



إذا كان الكلب الذي مشى خلف أهل الكهف حشره الله معهم فما بالك بمن يحب آل البيت والصالحين أين يكون؟ معهم إن شاء الله وهذا كلام الله وليس هذا كلامنا نحن يكفي أن الذي يجلس معهم ولو كان ليس منهم ولو كان جالساً مشغولاً عنهم ولو كان جالساً لمصلحة يرجوها منهم ما دام جلس معهم

ماذا يقول رب العزة للصحفيين الإلهيين الذين يحضرون هذه المجالس ويصوروها ويطلع عليها الملأ الأعلى فيقول الله كما ورد في الحديث الطويل: ماذا يطلبون ومم يخافون؟ وفى نهاية الحديث يقول الله للملائكة {أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ فيَقُولُ: مَلَكٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ: فِيهِمْ فُلانٌ لَيْسَ مِنْهُمْ إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ قَالَ: هُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ}[4]




من يجلس معهم ليس له في الشقاء ولكنه يُصبح من أهل السعادة إذن مجالسهم مَن الذي يجلس فيها؟ وما جزاءه؟
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} هود108





لم يقل الله (فسيدخلون الجنة) وإنما قال {فَفِي الْجَنَّةِ} أي أن هذه المجالس هي الجنة وهذا ليس كلامي وإنما كلام رب العزة وصَّى رسول الله صلي الله عليه وسلم الخلق جميعاً فقال {إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا قَالُوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْر}[5]




هذه المجالس في الدنيا والذي يجلس معهم فقد جلس في الجنة ويأخذ وسام السعادة الأزلية من رب البرية {هُمُ الْجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ}

[COLOR="DarkRed"][COLOR="Red"]

[1] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس

[2] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أنس

[3] ورد في كتاب (قوت القلوب) وفي "تعريف الأحياء بفضائل الإحياء" بكتاب عوارف المعارف ج5، ص 198

[4] الصحيحين البخاري ومسلم وسنن الترمذي عن أبي هريرة

[5] سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد عن أنس



[COLOR="Silver"]منقول من كتاب [شراب أهل الوصل] للشيخ فوزى ايو زيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق