السبت، 1 فبراير 2014

بركة ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم 2014

بركة ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم 2014

بركة ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم





أما ريقه صلى الله عليه وسلم

فهذا شيء غريب ، لا يعلمه إلا الحقُّ سبحانه وتعالي ، وهو عنده سبع سنين أصيب برمد ، فجده عبد المطلب جاء له بعلاج من مكَّة ، فلم ينفع معه هذا العلاج ، فكرر العلاج ولم ينفع كذلك، وفي النهاية قالوا له :



{إن أردت أن يشفي ولدك فإنه يوجد راهب عند عرفات موجود في دير هناك ، وهو متخصص في علاج العيون ، فـذهب به جدُّه عبد المطلب ، ونادي عليه من ثلاث إلي أربع مرات فلم يرد الراهب ، فحدث زلزال في الدير ، فخرج الراهب يجري ، و أول ما رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : هذا نبيُّ هذه الأمة ، ولو لم أخرج إليك لا نهدم الدير وتهدَّم عليّ ، فقال له : أنظر إلي عينيه ففيهما رمد ، قال له : علاجه معه ، قال له : كيف؟، قال : خذ من ريقه ، وضع في عينه يشفي ، فأخذ من ريقه ، ووضع في عينه ، فشفي بإذن الله ، وأصبح هذا شأنه بعد ذلك}[1]



وعندما جاء ليفتح خيبر وقال لهم {غَداً سَأعْطِي الرَّايةَ لِرَجُلٍ يُحِبَّ اللهَ وَرَسُولَهَ ، وَيُحِبُّه اللهُ وَرَسُولُه - ففي الصباح كان كل رجل منهم ، يطمع أن ينال هذا الشرف – فقال صلى الله عليه وسلم : أيْنَ عَلِيٌ ؟ ، قالوا : إنَّهُ أرْمَدٌ - أي عينيه فيهما رمد – فَقَالَ صلى الله عليه وسلم : إئتُونِي بِِهِ , فلمَّا جاء ، أعْطِاهُ الرَّايَةَ ، فَقَالَ : يا رَسُولَ الله إنِّي اشْتكِي عَيْني ، فقالصلى الله عليه وسلم : لابَأسَ عَليْكَ . ثُمَّ أخَذَ مِنْ رِيِقِهِ ، وَوَضَعَ عَلَيَ عَيْنَيْهِ فَشَفَيَ فِي الحَالِ}[2]



وليس بعد ساعة ، أو يوم ، أو يومين ، بل في الحال بل فورا ، شفيت بإذن الله وببركة رسول الله صلى الله عليه وسلم



{وكانُوا يَأتُونَ إليه وَيَقُولُونَ لَهُ : هَذِهِ البِئْرُ مَائُهَا مَالِحٌ - وقد حدثت هذه الواقعة عشرات المرات - فَيَقُولُ لَهُمْ صلى الله عليه وسلم : احْضِرُوا لِي بَعْضَ الْمَاءِ ، فَيَتَمَضْمَضُ بِبَعْضِهِ ، وَيَرُدُّهُ فِي الإنَاءِ بَعَدَ أنْ اخْتَلَطَ بِرِيقِهِ صلى الله عليه وسلم ، وَيَقُولُ لَهُمْ : ضَعُوا هَذَا الْمَاءَ فِي البِئْرِ ، فَيُصْبِحُ عَذْبَاً فُرَاتَاً}[3]



وتوجد الآن آبار باليمن ، وآبار بالحجاز ، وآبار بالشام ، كلها عذب ماؤها بريق المُصطفي صلى الله عليه وسلم ، فعندما يلقون هذا الجزء من الماء يجدون ماء البئر قد صارت عذبة وحلوة من ريق المُصطفي صلوات الله وسلامه عليه



وهذه امرأة من الأنصار تحكي وتقول {ذَهَبْتُ إلي رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أنَا وَأخْوَتِي البَنَاتُ ، وكُنَّ خَمْسُ بَنَاتٍ ، فَوَجَدْنَهُ يأكلُ لَحْمَاً ، فَأمْسَكَ قِطْعَةَ وَمَضَغَهَا بِأسْنَانَهِ الشَّرَيفَةِ ، وَأعْطَاهَا لِيَ ، وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : اعْطِ لأخَوَاتِكِ كَلَّ وَاحِدَةٍ قِطْعَةً ، فَأعْطَتْهُنَّ ، وَلأنَّ فِيهَا رِيقُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَدْ قَالَتْ : لَقَدْ مِتْنَ جَمِيعَاً وَلأفْوَاهِهِنَّ رَائِحَةٌ أطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسُك}[4]



فلم يحتاجوا للبان أو معجون أسنان ، حتى ولو أكلوا بصلا أو ثوما ، لأنهم أخذوا من معجون الأسنان الرباني من ريقالمُصطفي صلى الله عليه وسلم



وهذا رجل آخر من الأنصار عتبة بن فرقد وكان متزوجا لأربع نسوة ، فقلن {كنَّ نأتي بأفضل الطيب ، ونضعه علي عواتقنا ، وعلي ثيابنا حتى تضوع منا رائحة طيبة , ومع ذلك كان ينتشر منه رائحة أفضل من عطرنا ، مع أنه لا يضع عطرا أبدا ، ومع ذلك فرائحته أفضل من غير شيء ، قلنَّ : فلما عجبنا سألناه عن السبب في ذلك؟ فقال : وأنا طفل صغير، أصبت ببثرات في ظهري كثيرة ، فـذهبوا بي إلي رسول الله فكشف جسمي ما عدا عورتي ، وأخذ من ريقه الشريف علي يده الشريفة ، وظل يدلك به ظهري ، وبطني ، فشفيت من هذه البثرات ، ومنذ ذلك اليوم وهذا العطر لا يفارقني}[5]



وأيضا من بركة ريقه صلى الله عليه وسلم {أنه كان جالسا في يوم ما يأكل ، وكانت امرأة في المدينة مشهورة بسلاطة وبذاءة اللسان ، وكانت معروفه في كل المدينة بذلك ، فدخلت عليه ، فأعطاها من الطعام الذي أمامه ، فقالت : أريد من فمك ، فأخذ جزءاً من الذي في فمه ، وأعطاه لها ، فكأنما أُلْجِمَ لِسَانُهَا ، وبعد هذا لم تنطق بكلمة خبيثة أبدا}[6]



وهذا بسبب ريق الرسول صلى الله عليه وسلم



وفى غزوة بدر أصيب أحد أصحابة بضربة سيف قطعت ذراعه وصار معلقا علي قطعة جلد صغيرة بعد قطع العظام واللحم ، ولم يبقَ إلا قطعة جلد صغيرة فوضع يده علي الأرض وحاول قطعها بقدميه , حتى لا تمنعه عن الحرب فلم يستطع فذهب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع من ريقه ولحم الذراع في الحال ، والعضلات عادت ، والعروق عادت ، والعظام عادت ، كما كانت في الحال ، ولم تجرَ له عملية جراحية ، أو بنج ، أو تخدير ، فكل هذا أغني عنه ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم



وكلكم تعلمون أن الصديق لدغته الحيَّة ، فلم يخرج السمُّ إلا بريق المُصطفي صلى الله عليه وسلم ، فكان ريق المُصطفي صلى الله عليه وسلم شفاءاً من كل داء



وهذا الريق أيضا غذاءٌ وشراب {فَعِنْدَما كانَ طِفْلٌ تَغِيبُ أمُّه ، أوْ تَمْرَضُ ، كانوا يذهبُونَ بِهِ إليَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ لِسَانَهُ فِي فَمِ الطِّفْل لِيَمُصَّهُ ، فَيَشْبَعُ الطَّفْلُ طِوَالَ يَوْمِهِ بِإذِنِ اللهِ}[7]



وقد عَطَشَ سَيِّدُنَا الحَسَنُ ذَاتَ مَرَّةٍ وَهُوَ طِفْلٌ صَغِيرٌ ، وَكَانَ فِي سَفَرٍ فَبَحَثُوا عَنْ مَاءٍ ؛ فَلَمْ يَجِدُوا ، فَـذَهَبُوا بِهِ إلَي رَسُولِ اللهِ ، فَأعْطَاهُ لِسَانَهُ وَمَصَّ رِيقَهُ فَمَكَثَ ثَلاثَ أيْامٍ لا يَحْتَاجُ إلَيَ مَاءٍ[8]



وكان في ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم له غناء ، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {سُؤْرُ الْمُؤْمِنِ شِفَاءٌ}[9]



سؤر المؤمن : يعني ما تبقي منه ، فانه يعتبر شفاءاً لأنه اختلط بريق المؤمن ، فما بالك بريق رسول الله صلى الله عليه وسلم



***

{1} رواه أبو نعيم وابن عساكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده {2} رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد {3} رواه أحمد وابن ماجه والبيهقي وأبو نعيم عن وائل بن حجر وعن أنس {4} رواه الطبراني {5} رواه البخاري في التاريخ ، والطبراني وأبو الحسن ابن الضحاك .- بثرات : دمامل {6} رواه الطبراني عن أبي إمامة {7} رواه البيهقي عن محمد بن ثابت {8} أخرجه الطبراني ، وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله عنه {9} رواه الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما



منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق