الجمعة أحكام وفضائل وآداب - الشيخ إبراهيم الدويش 2014
الجمعة أحكام وفضائل وآداب - الشيخ إبراهيم الدويش
الحمد لله سهَّل للعباد ويسَّر، وأفاض عليهم من سحائب الجود وسوابغ الإنعام ما لا يعد ولا يحصر، أحمده سبحانه وأشكره شرع مواسم وهيأ مناسبات ينيب فيها العبد إلى ربه ويغسل قلبه من دنس الذنوب ويتطهر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، اللهم صَلِّ وسلِّم وبارك على محمد وعلى آل محمد وعلى صحب محمد، ما اتصلت عين بنظر، وأذن بخبر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقوى الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرة ربكم ورضوانه وجناته، واعلموا أن على المسلم أن يعرف قيمة عمره وهدف حياته، فهو خُلق من أجل تحقيق عبودية الله في الأرض فهو صاحب هدف ومبدأ وغاية يعرف قدر الحياة، ويستغل الساعات؛ بل حتى اللحظات، فيكثر من فعل الخيرات إلى الممات، قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، تذكيراً بأن الأعمار كلها مواسم يربح فيها المسلم العاقل، ويخسر فيها العاصي الغافل.
وبعض الناس تمر عليه مواسم الطاعات وهو في لهو ومعاص ومنكرات، أو غفلة في دنياه، أجْلَبَ عليه الشيطان بخيله ورجِلِه حتى حُرم معرفة فضل الأيام، فضلا عن معرفة العمل الصالح فيها، فبعض النفوس ضعيفة مهينة حتى في مواسم الخيرات والنفحات، لم تطق الصبر سويعات، ولا تفكر في الحسنات والسيئات، بل همها تلبية الرغبات والشهوات، حتى وإن كانت في مواسم الخيرات.
وأنتم -أيها المسلمون- قد اختصكم -عز وجل- بخصائص كثيرة، وفضائل جليلة، فقد خصكم بيوم الجمعة بعد أن أضلَّ عنه اليهودَ والنصارى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق".
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 856
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ونحن يمر علينا يوم الجمعة كل أسبوع ونغفل كثيرا عن عظمته وعن فضائله وخيريته؛ يوم الجمعة يوم عيد وسعادة، واجتماع وعبادة، ودعاء واستجابة.
يوم الجمعة من أفضل الأيام
وفيه كملت جميع الخلائق وفيه تقوم الساعة.
يوم الجمعة خير الأيام، فقد روي مسلم في صحيحه أنه قال عليه الصلاة والسلام: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة".
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 491
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يوم الجمعة عيد متكرر كل أسبوع، ففي الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين؛ فمن جاء إلى الجمعة فلْيَغْتَسِل".
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 908
خلاصة حكم المحدث: حسن
يوم الجمعة يوم تكفر فيه السيئات، روى البخاري عن سلمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".
الراوي: سلمان الفارسي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 883
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
يوم الجمعة أمرنا الله بالاجتماع فيه لعبادته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة:9].
قال ابن القيم: فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.
يوم الجمعة فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة فقال: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها".
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 935
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
قال ابن القيم- بعد أن ذكر الخلاف في تعيين هذه الساعة-: وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة".
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 853
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والقول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين فقد روى أبو داود والنسائي عن جابر -رضي الله عنه- قال: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".
فكم من عبد فرط وتساهل في هذه الساعة! كم نغفل عن عصر الجمعة!
أين نحن عنها وعن فضلها؟!
أين أصحاب الحاجات؟
أين المرضى؟
أين المضطرون؟
أين التائبون؟
أين أصحاب الهموم والآلام، والنوائب والأحزان؟
أين هُم عن ساعة الجمعة؟
أين هم عن التضرع فيها بدل أن تمتد أيديهم إلى المخلوقين الضعفاء؟
"من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل.
فلنحرص على استغلال هذه الساعة، وليذكر بعضنا بعضاً، ولنكثر من التوبة والاستغفار فيها، "وجدوا في الدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له".
وعن حذيفة -رضي الله عنه-، رفعه، قال: "يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق".
يوم الجمعة الصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام، كما في الأثر عن كعب الأحبار، ذكر ابن القيم في الزاد: إن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور، وشاهدت شيخ الإسلام بن تيمية- قدس الله روحه- إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز وغيره فيتصدق به في طريقه سراً، وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة.
بل الأعجب من هذا كله، أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها، كما في حديث أوس بن أوس -رضي الله عنه- يرفعه: "مَن غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، فدنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها"
الراوي: أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 690
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ذلك على الله يسير الله.
الله أكبر! كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها!
فأين السابقون إلى تلك الهبات؟
وأين المتعرضون لتلك النفحات؟
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
والوفاة في يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 1316
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن أو صحيح لغيره
إنه تشريف لهذا اليوم العظيم، ومنحة من رب العرش الكريم، فكيف بعد هذا الفضل، والقدر والمكانة، يقع التفريط والتهاون فيه؟! بل ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يعظم هذا اليوم وساعاته، ويغتنم فضائله ومميزاته، ويستغل دقائقه ولحظاته، وذلك بالتقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات، والإكثار فيه من الطاعات والعبادات، قال ابن القيم: وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة؟ على قولين.
فانظر أخي! كم جمعة مرت عليك مرور الكرام دون أن تعيرها أدنى اهتمام!
وهكذا تضيع أعظم الأيام ونحن في غفلة عن الاغتنام، فيا أمة الإسلام!
تعلمي آداب دينك والأحكام، فللجمعة سنن وآداب وأحكام ينبغي أن يلتزم بأحكامها ويتحلى بآدابها بنو الإسلام.
فمن تلك الأحكام والآداب أنه يستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة والإنسان كاملتين كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل، ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة.
ويستحب أن يكثر الإنسان في هذا اليوم من الصلاة على النبي، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على".
وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمَن صلَّى علي صلاة صلى الله عليه عشراً".
صلاة الجمعة فرض على كل ذكَر، حُر، مكلف، مسلم، مستوطن ببناء؛ فلا تجب على مسافر سفر قصر، ولا على عبد، ولا على امرأة، ومن حضرها منهم أجزأته.
وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض، والخوف، ولا يجوز السفر في يومها بعد دخول وقتها لمن تلزمه الجمعة إلا بعد أدائها.
الاغتسال يوم الجمعة من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت في الصحيحين أنه قال: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل".
التطيب والتسوك ولبس أحسن الثيات من الآداب في يوم الجمعة، فعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومس من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس، ثم صلى ما كتب الله له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها".
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 343
خلاصة حكم المحدث: حسن
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه".
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 846
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويستحب التبكير إلى صلاة الجمعة، وهذه سنة كادت تموت، فرحم الله من أحياها، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجّر كمثل الذي يهدي البدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي الكبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة".
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 775
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فأين المتنافسون في الخيرات؟
أين المبكرون إلى الصلوات؟
أين أصحاب الهمم والتطلعات؟
تسابقوا -رحمكم الله- إلى هذا الأجر العظيم بالتبكير لصلاة الجمعة، ففي ذلك فضائل كثيرة من تحصيل مكان في الصف الأول، ونيل فضيلة انتظار الصلاة، وكسب صلاة النافلة، وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء، وقراءة القرآن ولا سيما سورة الكهف، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
فاعلموا -رحمكم الله- أن هذه الفضائل التي ذكرنا يفوّتها المتأخرون علي أنفسهم وما أكثرهم -وللأسف!- في هذا الزمان! فقد قل الاهتمام بالتبكير إلى صلاة الجمعة، فكثير من الناس لا يأتون إلى الجمعة إلا قبيل دخول الإمام، والبعض بعد دخول الإمام أو عند الإقامة، يحرمون أنفسهم من هذه الأجور العظيمة والفضائل الجليلة، اللهم إلا فئة قليلة نراها دائما في الصفوف الأولى تتنافس عليها، فهنيئا لها الفوز والسبق، وهنيئا لها مجاهدة النفس والصبر، فاصبروا وصابروا ورابطوا وأبشروا؛ فما عند الله خير وابقى.
ويستحب أن يشتغل المسلم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حتى يصعد الإمام المنبر، وحديث أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- السابق يدل على ذلك.
ويجب الإنصاب للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، ففي الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصِتْ والإمام يخطب فقد لغوت"، وعمد أبي داود: "ومَن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظُهرا".
ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام كما يكره إفراد ليلته بقيام، وذلك لما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1144
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الواجب على من أراد صيامه أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده للحديث المتفق عليه: "لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده".
ومن أحكام صلاة الجمعة أيضا أنها لا راتبة لها قبلها، لكن من دخل المسجد لصلاة الجمعة وكان مبكرا فإنه يصلي من النوافل ما تيسر له إلى أن يدخل الإمام للخطبة، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- إذا أتوا المسجد يوم الجمعة يصلون من حين دخولهم ما تيسر لهم أن يصلوا.
أما سنة الجمعة الراتبة فتصلى بعد صلاة الجمعة لا قبلها، فمن صلى راتبة الجمعة في المسجد صلاها أربعا، ومن صلاها في بيته صلاها ركعتين، عملا بالأحاديث الواردة في ذلك، فقد ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين".
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 872
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وورد أيضا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 881
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال اسحاق بن راهوية: إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين.
ونقل ابن القيم مثل هذا التفضيل عن شيخ الإسلام بن تيمية، ثم قال: وعلى هذا تدل الأحاديث. وقال أبوبكر الأثرم: كل ذلك جائز.
ويستحب لمن دخل المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس؛ لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فجلس فقال له: "يا سليك، قم فاركع ركعتين وتجوَّزْ فيهما"، ثم قال: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما".
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 875
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة بسورتي "الجمعة"، و"المنافقون"؛ أو "الأعلى" و "الغاشية"؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهن.
ويستحب تجمير المسجد، لما روى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر أن يجمر مسجد المدينة كل يوم جمعة عند منتصف النهار.
ومن جملة أحكام صلاة الجمعة كذلك أن من أدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام أتمها جمعة، أي يضيف إليها ركعة أخرى، وإن أدرك أقل من ركعة كأن يدخل مع الإمام بعد أن يرفع الإمام رأسه من الركعة الثانية فإنه يتمها ظهراً، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أدرك ركعة من الجمعة وغيرها فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته".
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تمام المنة - الصفحة أو الرقم: 340
خلاصة حكم المحدث: صحيح
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمة الإسلام وهي النعمة الكبرى، ونشهد ان لا إله إلا الله له الأمر في الآخرة والأولى، ونشهد أن محمداً عبدك ورسولك الذي قلت له: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) [الأعلى:9]، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الطاهرين وجميع الصحابة والتابعين والمتنسكين بشرائع الإسلام والقائمين بشعائر الدين.
أما بعد: عباد الله فقد سمعتم بعض فضائل الجمعة وخصائصها وشيئا من أحكامها وآدابها، وما سمعنا هو غيض من فيض، وقليل من كثير، فلقد عد بعض علماء المسلمين مزايا الجمعة فأوصلها إلى مئة مزية أو تزيد، ومن هنا يتضح لنا عظم خسارة التفريط في يوم الجمعة والغفلة عن عظمته، فهل هذا ناتج عن الجهل والغفلة؟
أم عن التساهل وعدم المبالاة؟
وكم هي الأخطاء التي نقع فيها في مثل هذه العبادة العظيمة؟.
فمن تلك الأخطاء:
أولا: ما يقول به البعض من البيع والشراء والسفر بعد الزوال من يوم الجمعة، أفلا يعلم هؤلاء أن البيع والشراء والسفر بعد الأذان لصلاة الجمعة محرم؟ فقد قال تعالى: (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9]
فيلتحق السفر بالبيع، إذ تجمعهما علة المنع من حضور الصلاة، أو الانشغال عنها، فلا يجوز السفر بعد النداء للجمعة، كما لا يجوز البيع والشراء.
وأشد من ذلك ما يقول به بعض الناس من تخصيص هذا اليوم لنزهته، فيأخذ أولاده وأهله إلى منتزه ويترك صلاة الجمعة، أو يسهر ليلة الجمعة في لهو وغفلة واستماع وطرب ورؤية خنا فتفوته صلاة فجر يوم الجمعة، فيكون بفعله هذا قد بدأ يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، وربما فاتته الجمعة ذاتها.
ثانيا: ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَينتهنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم الجمعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم ثم لَيَكُونُنَّ من الغافلين".
وأخرج الترمذي في جامعه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه".
ثالثا: عدم استحضار بعض الناس للنية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة لا العبادة، مع أن النية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات".
رابعا: التهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة؛ بل يأتي بعضهم أثناء الصلاة، ولا يخفى ما في ذلك من تضييع للأجر والفائدة.
خامسا: ترك غسل الجمعة والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب.
سادسا: ما يقوم به البعض من ارتكاب بعض المعاصي زعما منهم أنها قربة إلى الله، وأنها من كمال النظافة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "وأعفوا اللحى"، وقال: "وفروا اللحى"، و"أرخوا اللحى"، و"أوفوا اللحى"، هذه أوامر منه، ففي مخالفتها عصيان.
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3092
خلاصة حكم المحدث: صحيح
سابعا: ومن الناس من اعتاد على الصبغ بالسواد، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمر باجتناب الصبغ به فقال: "غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد"، وقال أيضا: "إن أحسن ما غير به الشيب الحناء والكتم".
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4379
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثامنا: جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد، مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد.
تاسعا: إقامة الرجل والجلوس مكانه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يُقيمنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيعقد فيه، ولكن يقول: افسحوا".
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2178
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عاشرا: رفع الصوت بالحديث أو القراءة فيشوش على المصلين أو التالين لكتاب الله تعالى.
الحادي عشر: الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر.
الثاني عشر: الاشنغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
الثالث عشر: صلاة ركعتين بين الخطبتين، والمشروع بين الخطبتين الدعاء والاستغفار إلى حين قيام الخطيب للخطبة الثانية.
الرابع عشر: إهمال الأولاد في جنبات الجامع أو الأدوار العلوية وكثرة عبثهم وحركاتهم دون تحذير أو تعليم من الآباء لهم بأهمية صلاة الجمعة وآدابها ووجوب سماع الخطبة، وكم تأذى وشكى الناس حال هؤلاء! وفيهم -وللأسف!- شباب مدركون يفهمون ويعقلون؛ لكنهم مهملون لا يبالون ولا يستحيون.
الخامس عشر: كثرة الحركة أثناء الصلاة، وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام والتدافع على الأبواب دون الاتيان بالأذكار المشروعة بعد الصلاة.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمته عليكم بما خصكم بع من فضائل هذا اليوم من بين سائر الأمم، وقوموا لله بما أوجب عليكم فيه وفي غيره من سائر الأيام تسعدوا في الدنيا، وتفوزوا برضوان ربكم في الأخرى.
اللهم أنت بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا، وأن تعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علما نافعا خالصا لوجهك الكريم.
اللهم إنا نسألك الفقه في الدين، والبصيرة والمعرفة في أحكامه وحكمه.
الحمد لله سهَّل للعباد ويسَّر، وأفاض عليهم من سحائب الجود وسوابغ الإنعام ما لا يعد ولا يحصر، أحمده سبحانه وأشكره شرع مواسم وهيأ مناسبات ينيب فيها العبد إلى ربه ويغسل قلبه من دنس الذنوب ويتطهر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، اللهم صَلِّ وسلِّم وبارك على محمد وعلى آل محمد وعلى صحب محمد، ما اتصلت عين بنظر، وأذن بخبر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحشر.
أما بعد: فأوصيكم ونفسي -عباد الله- بتقوى الله حق تقاته، وسارعوا إلى مغفرة ربكم ورضوانه وجناته، واعلموا أن على المسلم أن يعرف قيمة عمره وهدف حياته، فهو خُلق من أجل تحقيق عبودية الله في الأرض فهو صاحب هدف ومبدأ وغاية يعرف قدر الحياة، ويستغل الساعات؛ بل حتى اللحظات، فيكثر من فعل الخيرات إلى الممات، قال تعالى: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99]، تذكيراً بأن الأعمار كلها مواسم يربح فيها المسلم العاقل، ويخسر فيها العاصي الغافل.
وبعض الناس تمر عليه مواسم الطاعات وهو في لهو ومعاص ومنكرات، أو غفلة في دنياه، أجْلَبَ عليه الشيطان بخيله ورجِلِه حتى حُرم معرفة فضل الأيام، فضلا عن معرفة العمل الصالح فيها، فبعض النفوس ضعيفة مهينة حتى في مواسم الخيرات والنفحات، لم تطق الصبر سويعات، ولا تفكر في الحسنات والسيئات، بل همها تلبية الرغبات والشهوات، حتى وإن كانت في مواسم الخيرات.
وأنتم -أيها المسلمون- قد اختصكم -عز وجل- بخصائص كثيرة، وفضائل جليلة، فقد خصكم بيوم الجمعة بعد أن أضلَّ عنه اليهودَ والنصارى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق".
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 856
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ونحن يمر علينا يوم الجمعة كل أسبوع ونغفل كثيرا عن عظمته وعن فضائله وخيريته؛ يوم الجمعة يوم عيد وسعادة، واجتماع وعبادة، ودعاء واستجابة.
يوم الجمعة من أفضل الأيام
وفيه كملت جميع الخلائق وفيه تقوم الساعة.
يوم الجمعة خير الأيام، فقد روي مسلم في صحيحه أنه قال عليه الصلاة والسلام: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة".
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 491
خلاصة حكم المحدث: صحيح
يوم الجمعة عيد متكرر كل أسبوع، ففي الحديث عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن هذا يوم عيد جعله الله للمسلمين؛ فمن جاء إلى الجمعة فلْيَغْتَسِل".
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 908
خلاصة حكم المحدث: حسن
يوم الجمعة يوم تكفر فيه السيئات، روى البخاري عن سلمان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".
الراوي: سلمان الفارسي المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 883
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
يوم الجمعة أمرنا الله بالاجتماع فيه لعبادته فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) [الجمعة:9].
قال ابن القيم: فيوم الجمعة يوم عبادة، وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهور، وساعة الإجابة فيه كليلة القدر في رمضان.
يوم الجمعة فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر يوم الجمعة فقال: "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئاً إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها".
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 935
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
قال ابن القيم- بعد أن ذكر الخلاف في تعيين هذه الساعة-: وأرجح هذه الأقوال قولان تضمنتهما الأحاديث الثابتة، الأول: أنها من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، لحديث ابن عمر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة".
الراوي: أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 853
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والقول الثاني: أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين فقد روى أبو داود والنسائي عن جابر -رضي الله عنه- قال: "يوم الجمعة اثنتا عشرة ساعة، لا يوجد فيها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا آتاه إياه، فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر".
فكم من عبد فرط وتساهل في هذه الساعة! كم نغفل عن عصر الجمعة!
أين نحن عنها وعن فضلها؟!
أين أصحاب الحاجات؟
أين المرضى؟
أين المضطرون؟
أين التائبون؟
أين أصحاب الهموم والآلام، والنوائب والأحزان؟
أين هُم عن ساعة الجمعة؟
أين هم عن التضرع فيها بدل أن تمتد أيديهم إلى المخلوقين الضعفاء؟
"من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل.
فلنحرص على استغلال هذه الساعة، وليذكر بعضنا بعضاً، ولنكثر من التوبة والاستغفار فيها، "وجدوا في الدعاء، فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح له".
وعن حذيفة -رضي الله عنه-، رفعه، قال: "يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق".
يوم الجمعة الصدقة فيه أعظم من الصدقة في سائر الأيام، كما في الأثر عن كعب الأحبار، ذكر ابن القيم في الزاد: إن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام، والصدقة فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة إلى سائر الشهور، وشاهدت شيخ الإسلام بن تيمية- قدس الله روحه- إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز وغيره فيتصدق به في طريقه سراً، وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة.
بل الأعجب من هذا كله، أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها، كما في حديث أوس بن أوس -رضي الله عنه- يرفعه: "مَن غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، فدنا من الإمام، فاستمع ولم يلغ، كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها"
الراوي: أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 690
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ذلك على الله يسير الله.
الله أكبر! كل خطوة إلى الجمعة تعدل صيام سنة وقيامها!
فأين السابقون إلى تلك الهبات؟
وأين المتعرضون لتلك النفحات؟
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
والوفاة في يوم الجمعة أو ليلتها من علامات حسن الخاتمة، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 1316
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن أو صحيح لغيره
إنه تشريف لهذا اليوم العظيم، ومنحة من رب العرش الكريم، فكيف بعد هذا الفضل، والقدر والمكانة، يقع التفريط والتهاون فيه؟! بل ينبغي على كل مسلم ومسلمة أن يعظم هذا اليوم وساعاته، ويغتنم فضائله ومميزاته، ويستغل دقائقه ولحظاته، وذلك بالتقرب إلى الله تعالى فيه بأنواع القربات، والإكثار فيه من الطاعات والعبادات، قال ابن القيم: وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، وقد اختلف العلماء هل هو أفضل أم يوم عرفة؟ على قولين.
فانظر أخي! كم جمعة مرت عليك مرور الكرام دون أن تعيرها أدنى اهتمام!
وهكذا تضيع أعظم الأيام ونحن في غفلة عن الاغتنام، فيا أمة الإسلام!
تعلمي آداب دينك والأحكام، فللجمعة سنن وآداب وأحكام ينبغي أن يلتزم بأحكامها ويتحلى بآدابها بنو الإسلام.
فمن تلك الأحكام والآداب أنه يستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة والإنسان كاملتين كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يفعل، ولا يقتصر على بعضهما كما يفعل بعض الأئمة.
ويستحب أن يكثر الإنسان في هذا اليوم من الصلاة على النبي، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على".
وأخرج البيهقي عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أكثروا من الصلاة عليَّ يوم الجمعة وليلة الجمعة، فمَن صلَّى علي صلاة صلى الله عليه عشراً".
صلاة الجمعة فرض على كل ذكَر، حُر، مكلف، مسلم، مستوطن ببناء؛ فلا تجب على مسافر سفر قصر، ولا على عبد، ولا على امرأة، ومن حضرها منهم أجزأته.
وتسقط الجمعة بسبب بعض الأعذار كالمرض، والخوف، ولا يجوز السفر في يومها بعد دخول وقتها لمن تلزمه الجمعة إلا بعد أدائها.
الاغتسال يوم الجمعة من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد ثبت في الصحيحين أنه قال: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل".
التطيب والتسوك ولبس أحسن الثيات من الآداب في يوم الجمعة، فعن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهما- قالا: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن اغتسل يوم الجمعة، ولبس من أحسن ثيابه، ومس من طيب إن كان عنده، ثم أتى الجمعة فلم يتخط أعناق الناس، ثم صلى ما كتب الله له، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارة لما بينها وبين جمعته التي قبلها".
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 343
خلاصة حكم المحدث: حسن
وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "غسل يوم الجمعة على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه".
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 846
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويستحب التبكير إلى صلاة الجمعة، وهذه سنة كادت تموت، فرحم الله من أحياها، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاءوا يستمعون الذكر، ومثل المهجّر كمثل الذي يهدي البدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كالذي يهدي الكبش، ثم كالذي يهدي الدجاجة، ثم كالذي يهدي البيضة".
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 775
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فأين المتنافسون في الخيرات؟
أين المبكرون إلى الصلوات؟
أين أصحاب الهمم والتطلعات؟
تسابقوا -رحمكم الله- إلى هذا الأجر العظيم بالتبكير لصلاة الجمعة، ففي ذلك فضائل كثيرة من تحصيل مكان في الصف الأول، ونيل فضيلة انتظار الصلاة، وكسب صلاة النافلة، وكثرة الذكر والتسبيح والتهليل والتكبير والدعاء، وقراءة القرآن ولا سيما سورة الكهف، فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".
فاعلموا -رحمكم الله- أن هذه الفضائل التي ذكرنا يفوّتها المتأخرون علي أنفسهم وما أكثرهم -وللأسف!- في هذا الزمان! فقد قل الاهتمام بالتبكير إلى صلاة الجمعة، فكثير من الناس لا يأتون إلى الجمعة إلا قبيل دخول الإمام، والبعض بعد دخول الإمام أو عند الإقامة، يحرمون أنفسهم من هذه الأجور العظيمة والفضائل الجليلة، اللهم إلا فئة قليلة نراها دائما في الصفوف الأولى تتنافس عليها، فهنيئا لها الفوز والسبق، وهنيئا لها مجاهدة النفس والصبر، فاصبروا وصابروا ورابطوا وأبشروا؛ فما عند الله خير وابقى.
ويستحب أن يشتغل المسلم بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حتى يصعد الإمام المنبر، وحديث أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- السابق يدل على ذلك.
ويجب الإنصاب للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، ففي الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: أنصِتْ والإمام يخطب فقد لغوت"، وعمد أبي داود: "ومَن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظُهرا".
ويكره إفراد يوم الجمعة بصيام كما يكره إفراد ليلته بقيام، وذلك لما صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم".
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1144
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الواجب على من أراد صيامه أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده للحديث المتفق عليه: "لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده".
ومن أحكام صلاة الجمعة أيضا أنها لا راتبة لها قبلها، لكن من دخل المسجد لصلاة الجمعة وكان مبكرا فإنه يصلي من النوافل ما تيسر له إلى أن يدخل الإمام للخطبة، فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- إذا أتوا المسجد يوم الجمعة يصلون من حين دخولهم ما تيسر لهم أن يصلوا.
أما سنة الجمعة الراتبة فتصلى بعد صلاة الجمعة لا قبلها، فمن صلى راتبة الجمعة في المسجد صلاها أربعا، ومن صلاها في بيته صلاها ركعتين، عملا بالأحاديث الواردة في ذلك، فقد ورد في الحديث المتفق عليه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين".
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 872
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وورد أيضا أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 881
خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال اسحاق بن راهوية: إن صلى في المسجد يوم الجمعة صلى أربعا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين.
ونقل ابن القيم مثل هذا التفضيل عن شيخ الإسلام بن تيمية، ثم قال: وعلى هذا تدل الأحاديث. وقال أبوبكر الأثرم: كل ذلك جائز.
ويستحب لمن دخل المسجد والإمام يخطب أن يصلي ركعتين خفيفتين قبل أن يجلس؛ لحديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب فجلس فقال له: "يا سليك، قم فاركع ركعتين وتجوَّزْ فيهما"، ثم قال: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما".
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 875
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ويستحب أن يقرأ الإمام في صلاة الجمعة بسورتي "الجمعة"، و"المنافقون"؛ أو "الأعلى" و "الغاشية"؛ فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ بهن.
ويستحب تجمير المسجد، لما روى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر أن يجمر مسجد المدينة كل يوم جمعة عند منتصف النهار.
ومن جملة أحكام صلاة الجمعة كذلك أن من أدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الإمام أتمها جمعة، أي يضيف إليها ركعة أخرى، وإن أدرك أقل من ركعة كأن يدخل مع الإمام بعد أن يرفع الإمام رأسه من الركعة الثانية فإنه يتمها ظهراً، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أدرك ركعة من الجمعة وغيرها فليضف إليها أخرى وقد تمت صلاته".
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني - المصدر: تمام المنة - الصفحة أو الرقم: 340
خلاصة حكم المحدث: صحيح
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، وبسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على نعمة الإسلام وهي النعمة الكبرى، ونشهد ان لا إله إلا الله له الأمر في الآخرة والأولى، ونشهد أن محمداً عبدك ورسولك الذي قلت له: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى) [الأعلى:9]، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الطاهرين وجميع الصحابة والتابعين والمتنسكين بشرائع الإسلام والقائمين بشعائر الدين.
أما بعد: عباد الله فقد سمعتم بعض فضائل الجمعة وخصائصها وشيئا من أحكامها وآدابها، وما سمعنا هو غيض من فيض، وقليل من كثير، فلقد عد بعض علماء المسلمين مزايا الجمعة فأوصلها إلى مئة مزية أو تزيد، ومن هنا يتضح لنا عظم خسارة التفريط في يوم الجمعة والغفلة عن عظمته، فهل هذا ناتج عن الجهل والغفلة؟
أم عن التساهل وعدم المبالاة؟
وكم هي الأخطاء التي نقع فيها في مثل هذه العبادة العظيمة؟.
فمن تلك الأخطاء:
أولا: ما يقول به البعض من البيع والشراء والسفر بعد الزوال من يوم الجمعة، أفلا يعلم هؤلاء أن البيع والشراء والسفر بعد الأذان لصلاة الجمعة محرم؟ فقد قال تعالى: (َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الجمعة:9]
فيلتحق السفر بالبيع، إذ تجمعهما علة المنع من حضور الصلاة، أو الانشغال عنها، فلا يجوز السفر بعد النداء للجمعة، كما لا يجوز البيع والشراء.
وأشد من ذلك ما يقول به بعض الناس من تخصيص هذا اليوم لنزهته، فيأخذ أولاده وأهله إلى منتزه ويترك صلاة الجمعة، أو يسهر ليلة الجمعة في لهو وغفلة واستماع وطرب ورؤية خنا فتفوته صلاة فجر يوم الجمعة، فيكون بفعله هذا قد بدأ يوم الجمعة بكبيرة من الكبائر، وربما فاتته الجمعة ذاتها.
ثانيا: ترك بعض الناس لصلاة الجمعة أو التهاون بها، فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَينتهنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهِم الجمعات، أو ليختمنَّ الله على قلوبهم ثم لَيَكُونُنَّ من الغافلين".
وأخرج الترمذي في جامعه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه".
ثالثا: عدم استحضار بعض الناس للنية في إتيان الجمعة، فتراه يذهب إلى المسجد على سبيل العادة لا العبادة، مع أن النية شرط لصحة الجمعة وغيرها من العبادات؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات".
رابعا: التهاون في حضور خطبة الجمعة، فيأتي بعضهم أثناء الخطبة؛ بل يأتي بعضهم أثناء الصلاة، ولا يخفى ما في ذلك من تضييع للأجر والفائدة.
خامسا: ترك غسل الجمعة والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب.
سادسا: ما يقوم به البعض من ارتكاب بعض المعاصي زعما منهم أنها قربة إلى الله، وأنها من كمال النظافة، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "وأعفوا اللحى"، وقال: "وفروا اللحى"، و"أرخوا اللحى"، و"أوفوا اللحى"، هذه أوامر منه، ففي مخالفتها عصيان.
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3092
خلاصة حكم المحدث: صحيح
سابعا: ومن الناس من اعتاد على الصبغ بالسواد، مع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمر باجتناب الصبغ به فقال: "غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد"، وقال أيضا: "إن أحسن ما غير به الشيب الحناء والكتم".
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4379
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ثامنا: جلوس بعض الناس في مؤخرة المسجد قبل امتلاء الصفوف الأمامية، وبعضهم يجلس في الملحق الخارجي للمسجد، مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد.
تاسعا: إقامة الرجل والجلوس مكانه، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث جابر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا يُقيمنَّ أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم ليخالف إلى مقعده فيعقد فيه، ولكن يقول: افسحوا".
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2178
خلاصة حكم المحدث: صحيح
عاشرا: رفع الصوت بالحديث أو القراءة فيشوش على المصلين أو التالين لكتاب الله تعالى.
الحادي عشر: الخروج من المسجد بعد الأذان لغير عذر.
الثاني عشر: الاشنغال عن الخطبة وعدم الإنصات إلى ما يقوله الخطيب.
الثالث عشر: صلاة ركعتين بين الخطبتين، والمشروع بين الخطبتين الدعاء والاستغفار إلى حين قيام الخطيب للخطبة الثانية.
الرابع عشر: إهمال الأولاد في جنبات الجامع أو الأدوار العلوية وكثرة عبثهم وحركاتهم دون تحذير أو تعليم من الآباء لهم بأهمية صلاة الجمعة وآدابها ووجوب سماع الخطبة، وكم تأذى وشكى الناس حال هؤلاء! وفيهم -وللأسف!- شباب مدركون يفهمون ويعقلون؛ لكنهم مهملون لا يبالون ولا يستحيون.
الخامس عشر: كثرة الحركة أثناء الصلاة، وسرعة الخروج من المسجد بعد تسليم الإمام والتدافع على الأبواب دون الاتيان بالأذكار المشروعة بعد الصلاة.
ألا فاتقوا الله عباد الله، واشكروا نعمته عليكم بما خصكم بع من فضائل هذا اليوم من بين سائر الأمم، وقوموا لله بما أوجب عليكم فيه وفي غيره من سائر الأيام تسعدوا في الدنيا، وتفوزوا برضوان ربكم في الأخرى.
اللهم أنت بديع السموات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم نسألك أن تنفعنا بما علمتنا، وأن تعلمنا ما ينفعنا، وارزقنا علما نافعا خالصا لوجهك الكريم.
اللهم إنا نسألك الفقه في الدين، والبصيرة والمعرفة في أحكامه وحكمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق